vendredi 14 mars 2008




ملحمة الموتى

العاشق:
وقع عقدك في النهر فتحركت الآلام بداخلي و الأيام وحسبت قلبي يعزف لحن حزين يجرد الغابة من أصواتها ويلبسها سكون رهيب
حتى أشجار الصفصاف التي كانت ترقص على إيقاع الاتسام خشعت أمام لحن قلبي وحسبت البراري بل والطير والحيوان مقل إلي معزي
لقد فقدتك إلى الأبد وفقدت معك بسمتي بل همتي بل جزء كبير من كياني
وكان صوتك يهل علي كل عشية بالبشر والحنان
وكان صوتك أميرتي قصري ومحرابي
أتصوره موسيقى الناي بل أتصوره القانون
عذبتني محكمة نفسي وما رحمني قاضيها وأذلني وقهرني وعدد على مسامعي الاتهامات وما حسبتك استعديته و لا قدمتي بين يديه اتهام
ولقد كان سلاحك الصمت ولقد كان فعال
ولقد كان قلعة محصنة يركع أمامها استغرابي بل يتساقط أمامها استفهامي كما تتساقط الجنود المنهزمة في الميدان...
بخ بخ أيتها الأميرة
ارحمي هدا الشيء الذي هو أنا فيما أحسب
ارحمي هدا الشيء الأنيسان الضعيف ويكفيه أنه يقف اليوم أمام محكمة الضمير محكمة لا مكفر منها للإنسان الإنسان
نعم لقد فعلت في حقك كيت وكيت و صلت وجلت في ميدانك معتقد أن الحب سيشفع وما حسبت أن فعلي نقيض الحب ودلك لنقص عقلي و قلة درايتي
سأترك بين يديك هاته الكلمات كتبها قلبي بمداد حزني على صفحة الحقيقة
سأترك بين يديك أجمل هدية إنها صدق اعترافي بما بدر مني في حقك
فبالله عليك أنقدني بعفوك عني فلقد ظلمتك فعاجلني الزمن بعقوبة فقدانك حبيبتي
الشاهد:
وقع شيء في النهر لن أكذب بصري, ويكفيني أن طيور النهر قد انزعجت فحلقت واجله
لقد حكمت عليه محكمة نفسه وكان حكمها قاسي ولم تسنح له بفرصة يصطلح فيها مع إنسانيته التي كانت غافية تحت كبرياء كبير لقد حكمت عليه محكمة نفسه بالعدم وأسندت إليه مهمة التنفيذ
العاشقة:
أقلب رسالتك بين يداي أحسبها جمرة محرقة بل أحسبها نار بل أحسبها بركان بل هي قاض يحاكمني في غير رحمة ...
لقد فقدتِه إلى الأبد وقد كان يضم بين جنبيه قلب ينبض بحبك... وهل تحسبين كل القلوب جديرة بأن تحب بل هل تحسبين ما تريناه من أجساد بشرية كلها تنتمي إلى عالم الإنسان...؟
قليلون هم الدين يحسون يا قاتلة
نعم لن يعود ولقد أطفئ من أجل شبح يلبس جسد إنسان ولق احبك ولقد ارادك ولقد استفرغ جهده في سبيل تاجك
واليوم يرحل كما يرحل كل شيء جميل عند أوانه
وها أنت أمام صمت رهيب... يسوقك إلى محكمة نفسك لتقول كلمتها ولتسمعك ما يلزمك سماعه
لقد رحل حبيبي ولن يعود أبد الآبدين كما رحلت الماما كما رحل الماضي وكما رحلت الأحلام
رحل المسكين ومعه قلبي
الوداع
الشاهد:
تحلق الناس حول النهر يلفهم الحزن والدهشة
لا شك وقع احدهم في النهر
ويسترسل احدهم في قراءة الرسالتين والدموع تنزل على خديه...ما أقسى محكمة النفس إنها محكمة تعرف كل شيء ولا تحتاج إلى أبحاث تمهيدية أو إجراء تحقيقات إعدادية لأنها محكمة الله التي جعلها في الإنسان لتراقبه في خلوته وجلوته
لقد حكم عليها ضميرها بالموت وانطفأت شمعتها كفراشة تختفي في متاهات النار
تعالت الأصوات بالبكاء والعويل واندفع الشجعان إلى النهر يقفزون وراء العقد الضائع

Aucun commentaire: